يحارُ العقلاءُ والحكماءُ وشعوبُهم في ما يجرى في العالم 2023-2025 منذ اندلاع حرب طوفان الأقصى في 7أكتوبر 2023 وسيطرة اليمين المتطرف في إسرائيل والغرب على (مشروع السلام الزائف بالقوة
المرتجلة)، و" أمة الاستبدال" تَمَايَزَ فيها الفسطاطان: فسطاط إيمانٍ لا نفاق فيه، وفسطاط نفاقٍ لا إيمان فيه؛ كما يقول التبي صلى الله عليه وسلم.
وها هي الملحمة العظمى في أفق الأعوام الثلاثة 2026-2028 تطل على الغزاةِ والطغاةِ والجباةِ والغلاةِ بصعيدٍ جُرُزٍ لا يبقي منهم أحداً كما في الآيات العشر من فواتح سورة الكهف، التي تُنجي من أعظم وأصغر الفتن.
7 أكتوبر القادم 2025 يخبرنا أن مشروع البدائل سيكون بعد عامين من أطول معركة في أقدس بقعة، هو النصر أو الشهادة لمن أعادوا لأمةٍ عزَّتَها (الجهاد في سبيل الله).
في موريتانيا عشنا عاماً من المأمورية الثانية لفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، شهد حصيلة من البناء والعمران في شتى المجالات، وكان عامَ
التوظيف الأكبر لفئات الخدمة العمومية الأكثر خدمة في التعليم والطاقة والثقافة والاعلام ومؤسسات
التفع العام، وتحسين أوضاع جميع الأسلاك المهنية بعدالة ودون تمييز.
وكما كان غزواني (الفَطِنُ الحَليم) محلَّ إجماعٍ بين قادة العالم والقارة وأمة العرب والمسلمين في السياسة الدولية، كان واضحا أنه محل ثقة
في " قوته الهادئة" بين الموريتانيين؛ لا لكونه مدرسة فقط بل لكونه أسَّسَ حكامةً في ثلاث مجالاتٍ يجدر بنا تأملها واستخلاص تجاربها:
أولا: في الشأن المدني:
آخَى بين الفرقاءِ والنُّخبة المتصارعَةِ، التي كان يسودها "تنازع البقاء" خمسة عقود، وكما قال ولد ابريد الليل رحمه الله: هذا رجلٌ لايَظلِم ولا يُظلم
وكما قلتُ: لن تملك عصبة إخراجه من الباب الخلفي كما فعلت مع معاوية والمختار، ولن يمكن لعملاء أن يجَيِّشوا طرفا خارجيا ضد حكامته وحكمه؛ والمستقبل سيكون لهذا البلد من أبواب الخير لا من أهل الشر بإذن الله.
ثانيا: في شأن الحكامة في الحفاظ على الأمن والاستقرار:
يوجد الآن في موريتانيا باعترافِ الجميع ، إدارةً وأمناً ورقمنةً وأسلاكاً مهنيةً شبكةَ أمانٍ جعلت من موريتانيا لأول مرة بلدا خاليا من التوترات والإرهاب، ومحاربا بيقظة للمخدرات والهجرة وشبكات الإجرام؛
ومن المهم تعزيز هذه الحكامة في مجاليْ الرقابة البرلمانية والرقابة الشعبية والمهنية والحقوقية.
ثالثا: في شأن رؤى المستقبل :
البلد في عهد الغزواني لا يسير إلى المجهول، فكما حققت النخبة المؤسسة للدولة، رغم الانكشاف السياسي والمالي والأجنبي والاجتماعي هذه الدولة
في حقبة التأسيس؛ فإن تجربة ستة أعوام من قيادة الرئيس الحالى، أخرجت البلد من المجهول وأرست دعائم حكم في مجاليْ الأمن والتنمية، ستواجه بعون الله أنواع "الحروب الممتدة" والنخب "الآفلة"، وتؤسس لموريتانيا إن شاء الله آمنة ومستقرة بلا "كراهية " وبلا "شخصنة"؛ خمسينيةً قادمة أو مائةً بمقاديرها 2029-2069، والله يغير الكون كل مائة عام، كما ثبت في السنة النبوية.
تؤسس هذه التجربة الراقية وتجذر موريتانيا "دولة مجتمع أخوة بلا رشوة، ومحبة بلا كراهية، "
لامكان فيها لأي لعان، أوصخاب في السياسة، أومتاجر في جميع الأسواق.
وهذا ليس تعليقاً هذا فصل الخطاب.
بقلم: الأستاذ محمد الشيخ ولد سيد محمد
مدير قناة موريتانيا المستقلة (قمم)
انواكشوط:18 سبتمبر 2025